الفاتيكان يرحّب بدعوات خاتمي للحوار البابا: إنه يوم مهم ومبشر ***** استقبل الفاتيكان بحرارة أمس، دعوات الحوار والاعتدال الصادرة عن الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي اختتم زيارة الى إيطاليا والفاتيكان حقق فيها اختراقات سياسية عدة في الجدار الغربي، بلقاء مع البابا يوحنا بولس الثاني. واستغرق اللقاء الخاص بين البابا وخاتمي 25 دقيقة. وقال الرئيس الإيراني في ختامه »سأحتفظ بذكرى طيبة جداً لزيارتي الى إيطاليا والفاتيكان« وأعرب عن أمله »بانتصار السلام والمصالحة«. وأعلن الفاتيكان ان المحادثات بين البابا والرئيس الإيراني جرت في جو ودي وهادئ. وكان خاتمي الذي يترأس حاليا »منظمة المؤتمر الإسلامي« قد استقبل من قبل البابا عند مدخل مكتبة الفاتيكان الخاصة، في إشارة ترحيب متميزة. وقال البابا لدى استقباله انه »يوم مهم مبشر«. ورد الرئيس الإيراني »نسأل المولى الرحيم ان ينعم عليكم بالنجاح والصحة«. وقبل بدء المحادثات مازح خاتمي البابا وقدم له الوفد الإيراني وطلب باللغة الفارسية من المصورين الذين يرافقونه »عدم إزعاج البابا«. وتبادل البابا وخاتمي أيضاً الهدايا، حيث قدم البابا إطاراً منقوشاً يمثل كاتدرائية القديسين بولس وبطرس فيما قدم خاتمي سجادة عجمية عليها رسم ساحة القديس مرقس في البندقية وديواناً للشاعر حافظ شيرازي وستة أشرطة فيديو للتلفزيون الإيراني تتحدث عن تاريخ مجموعة مسيحية إيرانية، ما أربك البابا الذي قال انه من النادر أن يشاهد التلفزيون. وفي الوقت نفسه تظاهر خمسون شخصاً من أنصار »المجلس الوطني للمقاومة« (مجاهدي الشعب) بالقرب من ساحة القديس بطرس وهتفوا قائلين »خاتمي إرهابي« تحت عيون القوات الأمنية المنتشرة بكثافة في محيط الفاتيكان. وقال خاتمي الذي يزور إيطاليا في أول زيارة رسمية الى الغرب يقوم بها رئيس إيراني منذ الثورة الاسلامية قبل عشرين عاماً، انه يأمل »انتصار التوحيد والقيم والأخلاق. حفظكم الله«. وأبلغ البابا بأنه عائد الى بلاده من زيارته التاريخية »يملأه الأمل في المستقبل«. وطلب من البابا أن يصلي من أجله ووعد في المقابل بأن يدعو له »بالتوفيق والصحة«. واجتمع خاتمي بعد اللقاء مع البابا بوزير خارجية الفاتيكان الكاردينال أنجيلو سودانو الذي أثار قضية حقوق الإنسان. ووصف بيان صادر عن الفاتيكان المحادثات بأنها ودية وركزت على الحوار بين المسيحية والإسلام. وقال ان خاتمي بحث في وقت لاحق في محادثات منفصلة مع الكاردينال سودانو سجل حقوق الإنسان الإيراني وأوضاع الشرق الأوسط ووضع الأقلية الكاثوليكية في إيران. ووصل خاتمي الى إيطاليا أول أمس الثلاثاء في زيارة دولة ناشد في أثنائها الدول الغربية معاملة إيران والدول الاسلامية كأنداد، وأكد انفتاح طهران للحوار والعمل من أجل إقرار الأمن في العالم. ودعا الى أفكاره عن »حوار الحضارات« واتصال أوثق بين الإسلام والمسيحية. ويدعو البابا أيضاً الى زيادة التعاون بين الديانات الرئيسية في العالم. وكان لقاء خاتمي مع البابا المحطة الاخيرة في زيارة الرئيس الإيراني الى ايطاليا والفاتيكان، وغادر روما مساءً عائدا الى ايران. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان خاتمي وجه في لقاء صحافي عقده في ايطاليا »انتقادا شديد اللهجة الى الدول الاوروبية التي تشجع الكاتب المرتد الهندي الأصل سلمان رشدي«. وأعرب »عن الأسف لرؤية الدول الاوروبية تشجع شخصا أهان المشاعر الدينية لأكثر من مليار مسلم«. يذكر ان رشدي كان في ايطاليا الاربعاء حيث تلقى دكتوراه فخرية في مدينة تورينو. وذكر خاتمي ان الخميني »أصدر فتواه كمسؤول ديني رفيع في العالم الاسلامي« مضيفا ان »الحكومة الايرانية أوضحت جلياً أنها لن تقوم بأي مبادرة في هذا الصدد«. واعتبر ان ما يحدث اليوم في ايران »هو استمرار للثورة التي حدثت قبل عشرين عاما بهدف إقرار الحرية والاستقلال والسيادة الشعبية«. وتابع »ان سياسة ايران تندرج في اطار مبادئ الثورة والشعب الايراني« مضيفا ان »الثورة الاسلامية مثلها مثل اي شيء آخر تتطور وتتغير«. ونفى خاتمي بشكل ضمني وجود انشقاقات في النظام معتبرا ان »المرشد الأعلى يضع الخطوط السياسية العامة« مضيفا »المرشد والحكومة والشعب يتحركون طبقا لهذه المبادئ«. في اطار آخر، اعلن وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني امس لدى استقباله خاتمي في وزرة الخارجية على إفطار عمل مع رجال أعمال ايطاليين ان الشركات الايطالية تولي »اهتماما كبيرا« لإيران. وأشاد ديني بكون »ايطاليا المصدر الثاني (لإيران) بعد ألمانيا والشريك الثاني بعد اليابان« مشيرا الى ان حجم التبادل بين البلدين ارتفع الى 6،2 مليار دولار في العام 1997. وقال ان المبادلات التجارية بين البلدين »تتجه نحو التوازن«. وكانت شركة »ايني« الايطالية ابرمت في الاول من آذار مع شركة »آلف اكيتان« الفرنسية عقدا بقيمة 540 مليون دولار لاستثمار حقل دورود النفطي الإيراني في الخليج. وأعلن رئيس »إيني« غوليلمو موسكاتو ان مستثمرين اميركيين يعتزمون الاستثمار في ايران. وقال على هامش مؤتمر حول البيئة في روما »استنادا الى الوفد الايراني الذي يزور ايطاليا فإن مستثمرين اميركيين يدرسون احتمال الاستثمار« في إيران. وكان رئيس شركة »ايني« شارك في غداء رسمي أقامه امس الاول رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما على شرف خاتمي. في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من فكرة ان تؤدي زيارة خاتمي لإيطاليا الى تطوير المبادلات التجارية مع ايران. وقال مسؤول في وزارة الخارجية »نعتقد انه لا يجوز ان تكون هناك علاقات تجارية دولية طبيعية مع ايران ما دامت لم تضع حدا لنشاطاتها التي تخرق بموجبها المعايير الدولية«. (ا ف ب، رويترز، ا ب)