مع بداية الاسبوع المقبل، تشهد البلاد موجة جديدة من الاتصالات السياسية الداخلية، التي تتناول ملفات عدة ابرزها رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وسوف تعقد سلسلة من اللقاءات التي تندرج في هذا السياق وهي تشمل القوى الابرز في البلاد، وسوف يكون محورها العماد ميشال عون العائد من الولايات المتحدة الاميركية، بالاضافة الى اتصالات اخرى تجري بين فريق الغالبية النيابية لوضع ورقة حوار مع الآخرين من بينهم عون و»حزب الله«. في هذه الاثناء، استعاد لبنان امس اجساد ثلاثة من شهداء المقاومة الاسلامية الذين سقطوا في مواجهات الاثنين الماضي، وتسلمهم لبنان بواسطة الصليب الاحمر الدولي صباحا عند معبر الناقورة حيث أقامت المقاومة الاسلامية استقبالا لهم قبل نقلهم الى صيدا التي أقامت لهم استقبالا في مبنى البلدية، قبل ان يصل الموكب الى الضاحية الجنوبية حيث أقام لهم »حزب الله« احتفالا شعبيا ضخما حضره ممثلون عن الرؤساء وحشد من القيادات الامنية. وتميز الاحتفال بخطاب مهم للأمين العام ل»حزب الله« السيد حسن نصر الله تحدث فيه عن المواجهة الاخيرة في مزارع شبعا التي وضعها في اطار الرد على قراءة اعتمدتها اسرائيل منذ خروج القوات السورية وظهور انقسامات داخلية حول المقاومة وتزايد الضغوط على سوريا والمقاومة، بأن المقاومة ضعفت ثم حصلت خطوات امنية على الارض بهدف تغيير قواعد اللعبة التي قامت بعد أيار الالفين. وقال: »كان لا بد من هذه المواجهة ومن قسوتها وعنفها، وما شاهدتموه على شاشات التلفزة هو بعض هذا الرد وليس كله... لقد كانت هناك مواجهة وجهاً لوجه ومواجهة دامية، وأردنا توجيه رسالة تقول انه يجب على اسرائيل وكل العالم إدراك أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان قبل عام 2000 وبعده وقبل 11 أيلول وبعده وقبل غزو أفغانستان وبعده وقبل غزو العراق وبعده وقبل خروج القوات السورية وبعد خروجها وقبل القرار 1559 وبعده وقبل الانقسامات الداخلية وبعدها، هذه المقاومة هي نفسها وهذا الحزب هو نفسه«. وعن موضوع الاسرى قال نصر الله: »الإسرائيلي يتحدث كل يوم أن المقاومة تريد أسر جنود إسرائيليين وكأنّ هذا جريمة، كلا هذا ليس جريمة ومن الآن لنكن واضحين، إذا كان في لبنان أحد رأيه أنّ أسر جندي إسرائيلي جريمة أو عمل إرهابي فلنأخذ علما، كم مضى من الوقت على عملية التبادل الأخيرة، قرابة سنتين، في حين بقية الأسرى ما تزال في السجون، الصياد محمد فران من يكشف مصيره؟ ومن يسأل عن أسرانا في العالم كله؟ التجربة مع الإسرائيلي تقول إذا أردت استعادة الأسرى والمعتقلين فعليك أن تأسر جنودا إسرائيليين. هذا ليس عيبا ولا عملا إرهابيا ولا جريمة بل واجب علينا«. وتحدث نصر الله عن النقاش الداخلي حول المقاومة وقال: »كل من يقول بأنّ المواجهة حصلت بأمر عمليات من دمشق يعرف أنّ المقاومة سابقا وحاضرا ومستقبلا لا تأخذ أمر عملياتها لا من دمشق ولا من طهران، مع اعتزازنا بعلاقتنا مع دمشق وطهران، بل من بيروت ومن الجنوب. لا داعي لربط أي أمر يحصل في البلد وتسييسه وربطه بسوريا«. وقال مخاطبا جمهوره: »في 25 أيار عام 2000 خطبت في بنت جبيل ودعوت إلى التواضع. اليوم الظرف تغير وأنا لا أدعوكم إلى التواضع بل أدعوكم إلى الإباء. ومن مظاهر هذا الإباء وبكل صراحة نحن نقبل النقاش والحوار في لبنان ونرفض الاتهام أننا أشرف وأرفع وأرقى وأنقى وأصفى وأطهر وأخلص وأكبر من أن يجرؤ أحد على اتهامنا في خلفيتنا الوطنية. نحن كنا أصدقاء وحلفاء لسوريا ونعتز بهذه الصداقة ولا نخفيها ولم نخجل بها، ونحن الجهة اللبنانية التي استطاعت أن تستفيد من سوريا ومن إيران لأجل تحرير لبنان، من يرد أن يتهمنا فلن نتواضع له بعد اليوم، من يرد أن يناقشنا فسنتواضع له ونقول له هذا حقك الطبيعي أن تخالفنا وتناقشنا وتحاورنا وأن يكون لك تقييمك المختلف، أما الذي يريد أن يتهمنا فنسأله أنت من؟ ما تاريخك قبل عام 1982 وما تاريخك بعده، أين كنت ومع مَن وحليف من كنت وفي أي موقع كنت، ماذا قدمت وضحيت لهذا البلد وما علاقتك بالسفارات وبالإسرائيلي وبالأميركي وبالأجنبي؟«. ونقل راديو (سوا) الاميركي عن مصادر اسرائيلية ان السلطات الاسرائيلية قررت رفع حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان وان المسؤولين الاسرائيليين يأخذون كلام نصر الله على محمل الجد. وكان موضوع المواجهات الاخيرة والسجال الذي حصل في مجلس الوزراء موضع نقاش في لقاء في بنشعي بين الرئيس سليم الحص والنائب السابق سليمان فرنجية. وقال الرئيس الحص: »حزب الله« لا يأخذ قرار الحرب وليس من حقه ان يأخذ قرار الحرب، من يتخذ قرار الحرب هو إسرائيل التي تشن حربا مستمرة علينا، وهذا قرار اتخذته اسرائيل وليس »حزب الله«، وأنا أقول في هذه المسألة هناك قضية وهناك مشكلة. وان سلاح المقاومة موجه ضد اسرائيل وليس موجها للداخل«. من جهته اعتبر فرنجية ان تنسيق المقاومة مع بعض الوزراء يوازي تنسيقها مع إسرائيل »لأنك كمن تحكي مع إسرائيليين حين تحكي معهم«.