يوم أمس كان جنبلاطياً بامتياز. في لقاء »البريستول« أعاد وليد جنبلاط الاعتبار إلى السياسة. ردّ على »الاستفزاز الأمني« بإزالة الإجراءات الأمنية من محيط منزله ب»تصعيد« سياسي من موقعه كزعيم للمعارضة الثابت في مواقفه، مؤكداً »لن أدخل في حوار مع سوريا من خلال ضابط أمني سوري«... لم يقبل جنبلاط لعبة »الردّ الأمني« على مواقفه السياسية والاستمرار في حصر الكلام السياسي المعارض تحت »السقف الأمني«. ردّ سياسياً بالتأكيد على موقفه من المقاومة (»سأدافع عن المقاومة وحقها في تحرير مزارع شبعا«)، شاكراً لأمين عام »حزب الله« السيد حسن نصرالله وساطته (مع دمشق). ردّ سياسياً، متمنياً على القيادة السورية أن »لا تشخصن العلاقة مع لبنان بوليد جنبلاط«، ليؤكد أيضاً أن المشكلة ليست شخصية بل سياسية. وطالبها ب»تطبيق حرفي« ل»اتفاق الطائف« وإزالة الشوائب في العلاقات و... إزالة تدخّل المخابرات »المتعدّدة والمتنوعة السورية واللبنانية«. أما الحكم اللبناني، فقد خاطبه جنبلاط »عبر الأمن اللبناني« مؤكداً أنه لن ينسى »اغتيال الدستور اللبناني بالتمديد« ومحاولة اغتيال مروان حمادة الى أن تنجلي الحقيقة و»تتطاير رؤوس في العدلية وفي الأمن«... كلام جنبلاط حول الأجهزة ودورها كان حازماً وحاسماً. ذكّر بتجربة الوحدة بين سوريا ومصر والأسباب التي أدّت إلى الانفصال بعد ثلاث سنوات فقط، محذّراً من »عبد الحميد سراج سوري« في لبنان... وأن جهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان »توسع أفقياً وعمودياً«. تناول زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي أمس بشكل مباشر الاتصالات التي تمّت معه أول أمس وسمّى المعنيين والأشياء بأسمائها. و الذين كانوا يراهنون، أو يتخوّفون من »تكويع« أو مهادنة تفاجأوا بموقفه وب»سقفه« السياسي الثابت. ولكن، ليس هذا كل ال»بريستول« أمس. الرسائل كانت متعدّدة وفي أكثرمن اتجاه. رفض جنبلاط الحوار مع أجهزة المخابرات السورية واللبنانية لا يعني رفضه الحوار مع سوريا، واستطراداً (أو »مروراً«) مع السلطة اللبنانية (»نحاور الحكم اللبناني إذا أراد على قاعدة وثيقتنا«). أكد أنه يريد حواراً سياسياً حقيقياً (»لا أريد ان أدخل في الملابسات التي أدّت الى إلغاء الموعد« مع الرئيس السوري في نهاية شهر آب الماضي قبل فرض التمديد)، أطلق بعضاً من أسسه أمس. إن ما يبحث عنه رئيس »التقدمي« هو على الأرجح مساومة حقيقية مع دمشق، وليس »صفقة« ما لأنها لم تعد تحلّ المشكلة. فهو بات حريصاً على مصداقيته، كما أكد، »من باريس، إلى وثيقة النقاط العشر، إلى وثيقة اليوم«. الأزمة كما يراها أحد المراقبين السياسيين عميقة لدرجة أن أي حل »كلاسيكي« لم يعد يجدي نفعاً، والحل يحتاج الى تسوية جديدة وإدارة جديدة ونمط آخر من العلاقة مع دمشق يؤدي، من ضمن ما يؤدي، إلى حماية المقاومة وإلى تعاطٍ »متدرّج« مع القرار 1559. وربما هذا ما توصّل إليه جنبلاط خلال محادثاته الباريسية مع شيراك. وكان واضحاً تركيز جنبلاط على موقفه من المقاومة. وهذا المنحى لا شك في أنه مفيد ايضاً لسوريا في مناخ دولي جديد، لا وزن فيه لأي موقف عربي. في المقابل، واستطراداً، ثوابت جنبلاط تشكّل أيضاً ضمانة لقوى المعارضة التي طمأنها عملياً على أنه لن يخطو منفرداً في اتجاه دمشق، ولا في اتجاه أي تسوية مع السلطة. فالمطلب الأساسي المشترك هو تطبيق »الطائف« وقيام حكومة محايدة، عدا عن المصلحة المشتركة لقوى معارضة تسعى الى تغيير الأوضاع في صناديق الاقتراع. وكان هذا الهمّ حاضراً بقوة في لقاء أمس، وهو تحدّ كبير أمام لقاء يجمع لأول مرة قوى متنوعة وبهذا الحجم إذا توفر المناخ الحر والنزيه لذلك. وكذلك، كلمات الخطباء الكثر لم تخرج عن المناخ العام الهادىء الذي ساد لقاء أمس، والتي أكدت معظمها على الثوابت، والتمايز في بعض المواقف، وعلى رفض منطق الوصاية والتدخّل، من دون التعرّض بشكل مباشر لسوريا، ومن دون ذكر القرار 1559، وكأن المتكلّمين كانوا على بيّنة مما سيقوله جنبلاط الذي كرّر ما قاله في لقاء »بريستول الأول« من أنه لن يخرج عن هذا الشمل العريض المتنوع (»وإلا أنتهي«). أما آخر »رسالة« لجنبلاط (باتجاه دمشق) فتشديده على علاقته »الشخصية والسياسية« مع الرئيس رفيق الحريري، دافعاً الكرة مجدّداً في الملعب السوري... إلى ما بعد الانتخابات؟ وقد تتالى على الكلام خمسة عشر متكلّماً، حبيب صادق عن »المنبر الديموقراطي«، الرئيس الأسبق أمين الجميل باسم »القاعدة الكتائبية«، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، »حركة التجدد« التي تكلم عنها ثلاثة هم رئيسها نسيب لحود وعضوا لجنتها التنفيذية مصباح الأحدب وعاصم سلام، من »قرنة شهوان« بطرس حرب وفارس سعيد، باسم السبع، غطاس الخوري، فارس بويز، وعن »اليسار الديموقراطي« الياس عطاالله. وكان لافتاً أيضاً مشاركة ممثلين عن »القوات اللبنانية« و»التيار الوطني الحر«، فضلاً عن حضور أربعة نواب من تيار الحريري هم النواب: غطاس الخوري، احمد فتفت، فريد مكاري ومحمد الحجار وعدد من رموز »الحركة الوطنية« سابقاً وأبرزهم توفيق سلطان وسنان براج. صادق افتتح اللقاء النائب السابق حبيب صادق الذي »أرسل« ثلاث اشارات توضيحية قبل ان يتلو الوثيقة المشتركة. الأولى، المشهد العميق الدلالة الذي جمع في اطاره ألوان الطيف المعارض على وحدة الرؤية والموقف حيال وضع البلد الكارثي وأفق معالجته. ثانيا، الائتلاف يجسد التنوع في الوحدة والاعتراف بالرأي المخالف والبرنامج المشترك هو التعبير البليغ عن ذلك. ثالثا، قرار ازالة حواجز الحماية الأمنية من محيط منزل وليد جنبلاط هو قرار سلطوي بامتياز يترجم نزعة الاستفزاز والكيدية أجمعت قوى المعارضة على التنديد به، محذرة السلطة من التمادي في سياسة الاستفزاز والكيد التي تهدد الأمن والاستقرار في لبنان. الجميل وكانت الكلمة الأولى للرئيس امين الجميل، قال فيها: »اللقاء هو بالنسبة الينا الرهان الكبير، أولا على وحدتنا، ولأول مرة نلتقي في هذا الجو الحميم من كل المناطق والطوائف والاتجاهات بروح التصميم على انجاز ما يصبو اليه الشعب اللبناني، والرهان كذلك على التغيير. وهذه الوحدة تسهل وتدفع الى هذا التغيير المنشود. أضاف: »هذا البيان هو أرضية تعاوننا جميعا وهو دليل على قدرة اللبنانيين على كسر ما يقال عن عدم قدرتهم على الالتقاء على الثوابت. واللبنانيون من دون وصاية قادرين على ان ينجزوا المشروع. وقال: »نأمل من خلال هذه الوثيقة ان نكون قد خطونا الخطوة الاولى لتحقيق المشروع الوطني الكبير الذي نطمح اليه، كما ان لقاءنا اليوم هو التحدي الاكبر، لاننا سنتمكن من خلال هذا الموقف الحضاري ان نثبت ان في مقدور اللبناني ان يدير الخلافات، وما ينقذ الوطن هو الحوار وكنا نفضل لو ان الدولة عالجت الامور بهذه الطريقة«. وتحدث الجميل عن قرار مجلس الامن الدولي 1559، وقال: »لو وجدت الذهنية التي نعمل بها اليوم، لما كنا وصلنا الى القرار 1559. ان سياسة التخلي هي التي أوصلتنا الى مواجهة المجتمع الدولي ومن ثم معالجة هذا القرار لا يمكن ان تتم الا بذهنية الحوار. ان سياسة التخوين هي أكبر مؤامرة على مستقبل لبنان وعلى كل المشاكل التي يعاني منها لبنان لا سيما مواجهة المجتمع الدولي. إده وعلق عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده على أربع نقاط تناولت النص، الخطاب، الهدف والمسؤولية. وقال: »في النص الكتلة لم تشارك في كتابة الوثيقة، ولكننا نقبلها لاننا نعتقد ان التضامن مع قوى المعارضة أهم من الخلاف، وسأعلق على نقطة، أعتبر فيها ان خروج سوريا من لبنان سياسيا وعسكريا هي مؤمنة في اطار ميثاق الامم المتحدة والشرعية الدولية لحقوق الانسان«. وأضاف: »في معظم دول العالم، ان التنازل عن السيادة الكاملة يعتبر خيانة عظمى. اما في الخطاب، فاننا نوجه الى اللبنانيين الذين نقسمهم الى 3 فئات رسالة خاصة. الى كل المستفيدين من الوجود السوري نقول »الله يسامحكم«، والى الذين يشكلون الاكثرية اي المترددين من الخروج السوري والخائفين ان تنشب حرب أهلية اذا تركت سوريا نقول: لا نستطيع ان نعيش في الخوف او نكون عبيدا لهذا الخوف. اذا كان الشعب اللبناني غير قادر على المحافظة على وحدته، فلبنان لا لزوم له«. وتابع: »لدينا هدفان، قانون انتخاب عادل، وتعبئة الرأي العام باتجاه انتخابات سياسية وليس انمائية فقط. علينا ان نسهل مفهوم المعركة الانتخابية، وتختصر بجملة واحدة »هل انت راض عن الامر الواقع ام لا«، فاذا كان الجواب نعم فيجب ان نحافظ على قوى السلطة، اما اذا كان الجواب لا، فيجب ان يحصل التغيير. السبع وتحدث النائب السبع، داعيا المعارضة الى عدم اللجوء الى اسلوب التخوين وأهدى اللقاء الى الزميل مروان حماده. واعتبر ان »اللقاء في حد ذاته اكبر من الوثيقة، ولانه كذلك، لا يجوز ان يتوقف عند حدودها مؤكدا الاستمرار في مطاردة المسؤولين عن تقبيح الوجه الديموقراطي للبنان وتعميم ثقافة المخابرات في حياتنا الوطنية. وقال: »ومن موقع مسؤوليتنا هذا، نرى ان المعارضة يجب ان تمتلك الجرأة لايجاد الاليات السياسية والوطنية لكسر حلقة الاصطدام بسوريا، والتأسيس لخطاب متكامل، يعمل على انجاز المصالحة الحقيقية بين المجتمع السياسي اللبناني المعارض وبين القيادة السورية وهي المصالحة التي يجد البعض انها تشكل عنصرا حيويا من عناصر المصالحة اللبنانية اللبنانية، وعاملا من عوامل الاستقرار المطلوب للنظام السياسي في لبنان. ودعوتي المعارضة الى النظر جديا وبعمق في كسر هذه الحلقة، توجه التداعيات الخطيرة التي آلت اليها الاوضاع في البلاد. اضاف: »هناك فريق من اهل الحكم، يتولى حماية الاصطدام مع سوريا، وهو يعيش على هذا الاصطدام ويرتزق منه ويجد فيه افضل وسيلة للبقاء، مؤكدا ان ما ينفع في ترميم الثقة »المحطمة« بين سوريا وبين الكثير من اللبنانيين انما هو مبادرة تاريخية من معارضة، يجب ان تكون في مستوى اللحظة التاريخية وليس في مستوى مواجهة الاستحقاقات الانتخابية وغير الانتخابية فحسب«. وقال: »انا على يقين بأن المبادرة التاريخية، اية مبادرة، تحتاج الى التحرك في اتجاهين متلازمين اتجاه المعارضة الذي ندعو اليه واتجاه دمشق التي لن نفقد الامل من لجوئها الى خطوة تاريخية توفر مقتضيات الحماية الحقيقية للعلاقات المميزة وتنزع من خلالها اسباب النقمة الكافية في غير مكان من لبنان. وبهذا المعنى، فإن القيادة السورية مدعوة بدورها الى كسر حلقة الاصطدام مع المعارضة السياسية عموما، ومع المعارضة المسيحية تحديدا، وما تمثله بالفعل لا بالقول في المساحة السياسية الراهنة في البلاد. واعتبر »ان خطف اتفاق الطائف في اتجاه سياسي آحادي الولاءات، من شأنه ان يعطل هذا الاتفاق ويلغي الاهداف الوفاقية التي قام من اجلها. وان خطاب العداء لسوريا يساوي في مخاطره على لبنان، خطاب التبعية السياسية الكاملة لسوريا، والحلقة التي تشكل منها ادوات هذين الخطابين هي التي يجب ان تنكسر، وهي التي يجب ان تستبدل بحلقة يكون في مقدورها، تحقيق التكامل الحقيقي بين دولتين مستقلتين، لهما من التجارب المريرة المشتركة، امثولة في كيفية ترميم جدران الثقة والاخوة وحسن الجوار. واكد ان المعارضة ليست مشروعا انقلابيا على النظام وان دورها التاريخي يكمن في تولي المهمات الوطنية التي عجز أهل الحكم عن ارسائها. وختم متمنيا ان تتسع الصفوف الأمامية لهذا اللقاء لمزيد من المقاعد ولمزيد من القيادات ولمزيد من المصالحات. حبذا لو يكون معنا في المرة القادمة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. في ظل الطحالب السياسية التي نشاهدها يوميا على الشاشات من حق مجموعات كبيرة من اللبنانيين ان تشاهد رموزها وقادتها في الصفوف الأمامية«. تويني وقال الزميل جبران تويني: »اننا نعيش اليوم لحظات تاريخية، طالما حلمنا بها، نعيش التوقيع على وثيقة نجحت حيث فشل اتفاق الطائف في جمع شمل اللبنانيين، وثيقة كرست المصالحة الوطنية الشاملة بدءا بمصالحة بكركي مع المختارة، مصالحة المسيحيين مع الدروز، تلك المصالحة التي لا مصالحة حقيقية في لبنان من دونها«. واعتبر ان اتفاق الطائف انهى الحرب العسكرية في لبنان، اما وثيقة المعارضة اليوم فتؤسس لارساء سلام حقيقي بين الطوائف في لبنان معلنة لجميع اللبنانيين ان لا عودة الى الوراء بعد اليوم، ولا عودة الى لغة الحرب والسلاح والقتل والخطف، ولا عودة الى التقاتل والى القتال بالوكالة«. واكد ان » هذه الوثيقة هي البيان الوزاري الوفاقي الحقيقي لتأسيس المصالحة الحقيقية في الداخل ولتأسيس العلاقة السليمة مع الخارج. كما ان جبهة المعارضة العريضة هي حكومة الوفاق الوطني الحقيقي ذات التمثيل والتأييد الشعبي الأوسع. ولفت الى ان »هدف هذه الوثيقة وهذه الجبهة، هو رفض سياسة توريط سوريا في كل شاردة وواردة في الحياة السياسية وغير السياسية في لبنان من خلال اقحامها في زواريب السياسة اللبنانية الضيقة. فهدفنا اليوم هو العمل على تصحيح هذا الخلل لتكريس مصالحة تاريخية بين لبنان وسوريا«. شمعون وشدد رئيس حزب الاحرار دوري شمعون في كلمته على ضرورة »التوصل الى قانون انتخاب عادل يحترم الاصول الديموقراطية ويكفل صحة التمثيل وفي ذلك خلاص لبنان واستعادة عافيته لما فيه مصلحة كل ابنائه واشقائه«. اضاف: »ان موضوع الانسحاب السوري مسألة أساسية اذ لا يمكن ان يكون هناك مواطن درجة أولى ينتخب في غياب الوجود العسكري السوري وآخر يمارس حقه في ظل هذا الوجود«. سلام والقى نقيب المهندسين السابق عاصم سلام كلمة أكد فيها ان »لقاء اليوم هو للتعبير عن ارادة الشعب اللبناني وحلمه في الخروج من اسر الواقع المتردي، الذي فرضته سياسات الامر الواقع منذ الطائف وحتى اللحظة«. وقال: »اننا قد عقدنا العزم على العمل المشترك الموحد لمواجهة الاستحقاق النيابي وما يليه، فاننا لن نقبل بأقل مما يوفر للشعب اللبناني حقه في اختيار سلطته بكل حرية ونزاهة، وذلك لن يتأمن الا من خلال حكومة محايدة ومن خلال كف دور الاجهزة ووضع حد لتدخلاتها في الحياة السياسية وفي شتى المجالات. حرب ثم تحدث النائب بطرس حرب، فأكد »أن القضية التي نناضل من أجلها هي قضية حياة وموت لوطننا وشعبنا، وهي ليست قضية ظرفية أو تسابقا على مصالح ومواقع نفوذ، لافتا الى »أن مطلب استعادة السيادة الوطنية لم يعد حكرا على فئة من اللبنانيين بل أصبح مطلب فئات شعبنا بمشاربهم وطوائفهم المختلفة«. وأكد النائب حرب على الثوابت الآتية: »إن استقلال لبنان وسيادته وقراره الوطني الحر من المقدسات التي لا يجوز أن تمس، وهذا الاستقلال لا يتعارض مع عروبته والتزامه قضايا العرب، إن لبنان السيد المستقل ليس عدوا لسوريا بل عضد لها، وهو حريص على العلاقات المميزة معها في إطار سيادته واستقلاله وفي إطار شراكة حقيقية كريمة«. واعلن النائب حرب »رفضه العلاقات القائمة على حساب لبنان وشعبه«، مطالبا »بعلاقات أخوية صحيحة مع سوريا«. وقال: »إن ما نطالب به هو استعادة حق شعبنا بالعيش بكرامة وبإدارة شؤونه دون أي وصاية أو تبعية«. وتابع النائب حرب: »ان بداية هذا التحدي تكمن في مواجهة الاستحقاق الانتخابي المقبل متضامنين، متجاوزين حساسياتنا وأنانياتنا في ظل معادلة صادقة معبرة عن حقيقة الصراع السياسي، وليس في ظل معادلة القرار رقم 1559 غير الصحيحة، فتأتي هذه الانتخابات استفتاء حقيقيا حول ما إذا كان اللبنانيون راضين عن طريقة إدارة البلاد وموافقين على مفهوم السيادة والاستقلال الممارس، وعلى علاقة التبعية القائمة بين لبنان وسوريا، أم أنهم يرفضون ذلك ويطالبون بالتغيير«. عطا الله وتحدث امين سر حركة »اليسار الديموقراطي« الياس عطاالله فقال: »ها نحن تيارات ومكونات واسعة نقف موحدين لنعلن تصميمنا على حماية الجمهورية وارساء اسس لبنان جديد، لبنان ما بعد الحرب«. اضاف: »من موقع لبنان المجتمع، من موقع لبنان السلم الاهلي الراسخ، نعلن ان هذا الوطن الذي نسعى اليه بقدر ما سيوفر حضنا آمنا لتطور شعبه، بالقدر نفسه سيكون شريكا فاعلا في الصراع العربي الاسرائيلي وفي الكفاح من اجل الحرية والتحرر والديموقراطية والتنمية«. وتابع: »ورغم شكوكنا الكبيرة المتولدة من امعان سياسات التابع والمتبوع في التفريط باتفاق الطائف وبالدستور وانتهاك القرار الوطني المستقل، رغم ذلك فلا بد من الدعوة المتكررة الى التعقل والاقلاع عن سياسات الخيارات الصغيرة القائمة على الكيد والانتفاع والترهيب، فمن الواضح ان ذلك لن يوقف مسار الاصلاح والتغيير، وجل ما في الامر سيجعله اكثر كلفة للجميع«. وتابع عطاالله: »اليوم نحن امام استحقاق الانتخابات النيابية حيث يفترض ان يعاد للشعب اللبناني حقه في اختيار سلطته بكل حرية وديموقراطية، من هذا المنطلق وتفاديا لتكرار تجربة الاستحقاق الرئاسي ومضاعفاته المستمرة لابد من استبدال هذه الحكومة بحكومة محايدة، وصياغة قانون عادل ومناسب«. بويز وقال النائب فارس بويز: »لقد طال الرهان، وطال الانتظار، للوصول الى دولة. دولة، نريدها حرة، سيدة، صاحبة قرارها، عادلة، منصفة، ديموقراطية، موحدة، على حجم لبنان«. أضاف: »واذا بالازمة تمدد، والمصيبة تكرر، والشرعية تنتهك، والحكومة تستفز، والنهج يكرس، والاغتيال يتجدد، وعواميد الامن والتغيير تقلع بالجرافات المجهولة المنشأ، هذا حتى بدت الثقة تفقد بالوطن والمستقبل والمصير والمسار. طمئنوهم، طمئنوا اللبنانيين واللبنانيات، الذين يؤمنون بهذه المبادىء التي تضمنتها الوثيقة، طمئنوهم حول قدرة من سيحملها، طمئنوهم ان القدر اقوى من الجرافات والمحادل، كذبوا الاعداء، الذين يراهنون على عدم قدرتكم، على التوحد حول هذه العناوين، وان الشخصانية ستتغلب على المبدئية، وان الاحجام ستتغلب على الاهداف، وان الانا اكبر من الوطن«. وتابع: »تعالوا نقتحم آلية حقيقية واقعية تنطلق اولا واساسا من المطالبة بقانون انتخابات واحد موحد لأرض وطنية واحدة، قانون عادل ومنصف ينطلق اساسا من اصغر دائرة ممكنة تحت مظلة مبدأ التمثيل المباشر وعندئذ من هنا ومن هذا الموقع بالذات ننطلق الى تصحيح شرعية منقوصة وسيادة غائبة«. الخوري وقال النائب د.غطاس الخوري: »نجتمع اليوم من كافة الاتجاهات السياسية اللبنانية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، وما يجمعنا هو الحفاظ على الصيغة اللبنانية في العيش المشترك بظل النظام الديموقراطي الذي نشهده يتلاشى تحت ضربات النظام الامني الزاحف علينا بلا هوادة«، مشيرا الى »ان وقفة اليوم هي دعوة مفتوحة للشعب اللبناني لتغليب الخيار الديموقراطي فلا الامن امن بلا ديموقراطية ولا الحياة حياة ولا لبنان لبنان«. وتابع: »لقد كان فعل التجديد اغتيالا لمبدأ تداول السلطات وانتقاما واسعا من شرائح سياسية واسعة آمنت بالتغيير وصدقت مقولة لبننة الاستحقاق فاذا بها املاء بلغ حد القمع. ان خلافنا مع السلطة الممدد لها لم يكن يوما خلافا بشأن الخيارات الاستراتيجية ولا حول الجنوب والمقاومة والتحرير ورفض الدخول في تسويات منفردة مع العدو الاسرائيلي، ان خلافنا يتمحور حول ادارة الشأن الداخلي والديموقراطية، واستقلالية القضاء والحريات ورفض انتهاكها«. وشدد على وضع قانون عادل ينصف الجميع »ويضمن عملية انتخابية نزيهة كان من المفترض ان تبدأ الحكومة حمايتها البارحة قبل اليوم بدل ان تبدأ التنكيل بالقوى المعارضة«. الأحدب وقال النائب مصباح الاحدب »اننا نعارض نهجا اوقع البلاد في ازمة متعددة الابعاد واوصلها الى حافة الهاوية ونتعارض مع الاشخاص والمواقع، لان هؤلاء هم ادوات لهذا النهج، هذاالنهج الذي نعارض، لانه دفع البلاد الى انقسام حول الدستور فخرقه ومدد لنفسه، ممددا الازمة السياسية والاقتصادية ومفاقما لها«. اضاف: »هذا النهج ضاق بالحريات السياسية والعامة واوكل السلطة الفعلية الى الاجهزة الامنية، وحول النظام البرلماني الديموقراطي الى واجهة لنظام امني. النهج ذاته دفع بالازمة الاقتصادية الى مستويات لا طاقة للبنانيين على احتمالها فأشاع الفقر والهجرة والبطالة«. وتابع: »لا نعارض علاقات اخوية مميزة مع الشقيقة سوريا بل ندعو الى شراكة معها لكننا نعارض الخطايا والاخطاء والتي تسمى تقليلا شوائب تعتري هذه العلاقة، وتجعلها مشوهة لا يستفيد منها سوى القليل القليل. نعارض حكومة تتغير مواقفها كتغير احوال الطقس، فتارة تدعو للهدوء في العلن وطورا يتحرك وزراؤها يتحدون ويستفزون. نعارض الكيدية في نبش الملفات كما نعارض تصنيف المعارضة الوطنية بين اسلامية ومسيحية. نعارض حكومة منحازة تضع قانونا للانتخابات يفصل على قياس الموالاة وتصرف من اموال الدولة ومواردها رشى انتخابية توزع لشراء الذمم، وتدعمها اجهزة امنية تصنع الانتخابات وتصدر نتائجها قبل الاقتراع. بكلمة واحدة، نعارض تزوير ارادة شعبنا«. وشدد على »ان الانتخابات القادمة ستكون استفتاء على الحرية والنظام الديموقراطي«. سعيد وتحدث النائب فارس سعيد، فأشار الى انه لم يشارك في هذا اللقاء اليوم لانه موافق على »الوثيقة«، وقال: »لا اعتبر ان الانتخابات المقبلة هي فقط محطة عابرة مؤقتة وظرفية، لبناء تحالفات او لابراز حسن ادارة من قبل المعارضة وهي تتعدى اعتبارات الفوز بمقعد نيابي من هنا او من هناك. فنحن هنا، قبل اي شيء، لنقول ان لبنان متماسك وغير ممسوك، ولنقول اننا هنا، بتلويناتنا المختلفة، متحدون ومتضامنون، مسيحيين ومسلمين، الى اقصى درجات الاتحاد في الوطن، هذا هو معنى تحالفنا، هذا هو معنى لبنان، وهذا ما سوف نستمر في السعي الى تحقيقه«. اضاف: »نحن ننظر الى أفق المستقبل الآتي، من الداخل قبل الخارج، من تصميم اللبنانيين على تحقيق استقلال لبنان دون اي وصاية خارجية ونحن قادرون لاننا بتنا متحدين«. وسأل النائب سعيد السلطة ما اذا كان المطلوب الذهاب معها الى حالة اوكرانية، فقط لانها تعتقد ان زمن التعليب والترهيب مازال قائما؟، وقال: »التحذير لم يعد مفيدا ولا من يسمع. ولذلك، فقد بدأنا المسيرة، مسيرة الوحدة الوطنية التي وحدها تحقق السيادة والاستقلال، مسيرة اخراج الطوائف اللبنانية من الحرب الباردة التي فرضت عليهم منذ ان انتهت الاحداث الداخلية، مسيرة بناء دولة عصرية ديموقراطية متصالحة مع الشرعية الدولية وقادرة على المساهمة في مصالحة العالم العربي مع الذات ومع الآخر«. لحود وقال النائب نسيب لحود: »هذا لقاء مفصلي في الحياة السياسية للبنان، فمقابل الأزمة العميقة التي تتخبط فيها البلاد، وامام الانتهاكات الخطيرة للدستور وللنظام الديموقراطي، وامام التبديد المتمادي لموارد البلاد وخيراتها، وامام المأزق الخطير الذي حشرت فيه البلاد في الداخل والخارج، وامام تيئيس الشباب ودفعهم مكرهين الى الهجرة، كان لا بد ان نقول كفى. فكانت اولا تلك الوقفة المشتركة الحاسمة ضد التعديل والتمديد، ثم الصمود في وجه التهديدات والتعديات والانتقامات، ثم الحوار العميق والرصين بين اطراف المعارضة للتوصل الى هذا الاعلان المشترك الذي يشكل نقطة الانطلاق نحو الانتخابات، نحو التغيير الديموقراطي، نحو دولة الاستقلال والوحدة الوطنية والحرية والديموقراطية، نحو خيار آخر غير الخيار المفروض قسرا على اللبنانيين منذ اكثر من عشر سنوات«. اضاف: »ان لقاءنا اليوم، بتنوعنا وتعددنا السياسي، بوحدتنا وتبايناتنا، بإجماعنا حول اهداف اساسية، وبتصميمنا على متابعة الحوار حول الاهداف الاخرى. ان لقاءنا اليوم هو امثولة وعبرة، ودليل نضج وقوة، امثولة وعبرة لنا قبل الآخرين، وقوة للبنان قبل ان تكون قوة للمعارضة والمعارضين«. وتابع: »لقد دفع لبنان واللبنانيون ثمن الحرب مرتين، مرة اولى في حرب ال15 سنة نفسها، ومرة ثانية في ال15 سنة التي تلت انتهاء الحرب، لقد آن الاوان ان يعود لبنان الى نفسه. لقد آن اوان اقفال صفحة الحرب نهائيا وانجاز المصالحة الوطنية الشاملة. آن اوان جمع شمل اللبنانيين، مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات والكرامة والانتماء والهوية، ووقف تبويبهم وتصنيفهم وتخوينهم ومحاكمة نواياهم. آن الاوان ان يحكم لبنان نفسه بنفسه وان تحكم علاقته بالشقيقة سورية قواعد واضحة من الثقة والاحترام والتحالف الاستراتيجي«. وختم قائلا: »هذه هي رؤيتنا لانقاذ لبنان، هذه هي الطريق التي ندعو اللبنانيين الى السير معنا فيها، لأنها طريق الحق والحرية وتحصين السلم الاهلي وتعبيد دروب المستقبل، ولانها طريق اعادة ثقة ابنائنا وشبابنا بلبنان وبمستقبل لبنان، فنحن على ثقة اننا واصلون«. جنبلاط واختتم اللقاء بكلمة للنائب وليد جنبلاط قال فيها: »ابدأ ببعض الاحداث التي جرت معي في نهاية الاسبوع، مع تأكيدي على موافقتي على مجمل البنود التي وردت في البيان. لقد اتصل بي السيد (حسن) نصر الله في محاولة وساطة، واشكره دائما على وساطته الخيرة، واقول له في لبنان وفي الخارج وفي كل مكان، سأدافع عن حق المقاومة ووجود المقاومة من اجل تحرير مزارع شبعا. الامر الثاني، اتصل بي بالامس رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري العميد رستم غزالي، وبما ان جهاز الامن والاستطلاع السوري في لبنان توسع افقيا وعموديا وهذا هو مكمن الشكوى مع الأسف، فشكرته على عنايته بأمن اللبنانيين، لكن في المبدأ وحرصا على مصداقيتي من باريس الى وثيقة النقاط العشر الى الوثيقة التي نتبناها اليوم، لن ادخل في حوار مع سوريا من خلال ضابط امني سوري، ليس انتقاصا او اهانة للشخص العميد ابدا، انما في المبدأ. واتصل بي في الصباح اللواء السيد احد المسؤولين عن الامن اللبناني، ايضا في محاولة تطمينية، اقول له، للامن اللبناني: »لن ننسى اغتيال الدستور اللبناني عبر قضية التمديد، لذلك كانت وثيقتنا، ولن ننسى ايضا محاولة اغتيال مروان حمادة واستشهاد غازي ابوكروم، لذلك والى ان تنجلي الحقيقة حول اغتيال مروان حمادة واستشهاد غازي ابو كروم والى ان تتطاير رؤوس في العدلية وفي الامن، لن نثق بالاجهزة الامنية اللبنانية، وبالمبدأ لن نحاور الامن اللبناني، نحاور الحكم اللبناني اذا اراد على قاعدة الوثيقة التي تبنيناها«. اضاف: »في ما يتعلق بجريدة »السفير«، اوردت ان الاسد فتح طريق الشام، على حد علمي ان ذلك الموعد ألغي لاجل ملابسات لا اريد ان ادخل فيها اليوم، اتمنى ان اذهب الى دمشق، ان ازور سوق الحميدية وان ازور حلب، حيث يقال هناك منزل للاجداد، لكن اتمنى ايضا للقيادة السورية ان لا تشخصن العلاقة مع لبنان بوليد جنبلاط. هذا خطأ، ان تكون لكل اللبنانيين، ان تعطي اللبنانيين هدية وهي التطبيق الحرفي لاتفاق الطائف وازالة الشوائب من خلال اتفاق الطائف وازالة تدخل المخابرات المتعددة والمتنوعة السورية واللبنانية في الشأن الخاص والعام اللبناني، هذه تكون افضل هدية للبنانين وكل لبنان«. وتابع: »هل لي ان اذكر بتجربة تاريخية، فالتاريخ يساعد وقد يعيد نفسه بتجربة الوحدة بين مصر وسوريا، ذهبت كل سوريا آنذاك بأحزابها وشيبها وشبابها وقيادتها الى الوحدة مع مصر، وبعد ثلاث سنوات حدث الانفصال وكان لاسباب خارجية، لكن كان ايضا للانفصال اسباب داخلية، سوء تصرف لبعض ممثلي مصر في سوريا، لا نريد لسوريا ان تتمثل لبنانيا بعبد الحميد السراج هنا، لا نقبل لسوريا ان تتمثل بعبد الحميد السراج لبناني، نريد افضل العلاقات مع سوريا وفق الطائف، هذه استشهاد بالتاريخ ويعلم البعض، باسم السبع، اهمية الوحدة آنذاك، والنكسة التي اصبنا بها آنذاك نتيجة الانفصال«. وختم قائلا: »اذكر اخيرا من هذا المنبر من هذا الشمل العريض المتنوع ، لن اخرج من هذا الشمل واشدد على البقاء فيه، واشدد ايضا على علاقتي الشخصية والسياسية مع رفيق الحريري«.