دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله النظام العراقي والمعارضة العراقية لمصالحة وطنية »لأن الخطر داهم على ملايين العراقيين، الذين تقع عليهم مهمة الحفاظ على العراق بلدهم«، واقترح عقد »طائف عراقي« يدعو له بعض الدول العربية او الاسلامية. وطالب نصر الله النظام ان يتواضع قليلا أمام المعارضة، والمعارضة ان تتعاطى مع المرحلة بمستوى من المسؤولية. كلام نصر الله جاء في مهرجان نظمه »حزب الله« لمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران. حضره وزراء ونواب وشخصيات سياسية وعسكرية. ألقى السفير الإيراني مسعود ادريسي كلمة أكد فيها »استمرار الثورة بقيادة آية الله علي الخامنئي«. وكانت كلمة نصر الله التي شدد فيها على »اننا، واقعا، في الأسابيع المقبلة أمام فتنة عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير«. وأشار الى انه سيقول كلام الحق »الذي قد لا يلقى تجاوبا بالمعنى الشعبي«. وقال: »المسألة ليست مسألة مصير العراق ولا نظام العراق ولا المعارضة العراقية ولا شعب العراق لوحده وإنما هي مصيرنا جميعا كل شعوب وأنظمة وحكومات دول العالم العربي والإسلامي«. وبعد ان استعرض مسيرة الثورة الإسلامية في إيران معتبرا »ان الانتصار أثبت ان الإسلام قادر على بناء دولة عصرية حديثة« ذكّر بما تحدث عنه الإمام الخميني من »مشروع الوحدة الإسلامية، مشروع تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود وإعطاء أولوية لمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة«. وأوضح »ان الإمام لم يقل ان يصبح جميع السنّة شيعة او جميع الشيعة سنّة إنما الإسلام لديه من السعة والمرونة ما يستوعب كل المذاهب والاجتهادات والقوميات والحضارات والعادات«. ورأى انه »بدل الاستجابة لخطاب الوحدة (..) فتحت كل ملفات الشقاق (..) وكانت حملة مبرمجة وممولة للتكفير بين المسلمين«، معتبرا ان منطق التكفير الذي يؤدي الى التقتيل هو منطق خطير جدا وإذا استشرى في الأمة لن نستطيع ان نواجه لا الغزو الأميركي ولا أي غزو لأننا سنكون مشغولين بمعاركنا الصغيرة، التي لا تخدم مصلحة الأمة. ومر سريعا على الحرب العراقية الإيرانية، واحتلال الكويت وانقسام الأمة ليصل الى »ما يجري في العراق ويطال مصير المنطقة والأمة والانتفاضة ولبنان وسوريا ومصر والسعودية وكل المنطقة«. وتابع: »عندما نرفض الهجوم الأميركي سواء كنا لا نؤيد نظام صدام حسين أو كنا نؤيد النظام، ندعو الى احترام مشاعر الملايين المنتسبين الى المعارضة العراقية والى احترام مشاعر الكويتيين ومشاعر الأكراد في شمال العراق، وأيضا مشاعر المئات أو الملايين الذين حصدتهم الحرب العراقية الإيرانية ومئات العائلات التي لها أسرى ولا تعرف عنهم شيئا«. أضاف: »لا يجوز أن نختبئ خلف إصبعنا ونقول إن المعارضة العراقية اليوم كما يقول بعضهم حفنة من العملاء للولايات المتحدة، هم ليسوا كذلك، هناك ملايين ينتسبون الى هذه المعارضة تعرضوا للسجون والقتل والإعدامات وغيرها، وبالتالي لا يمكن تجاهل مشاعر هؤلاء سواء كنت تختلف معهم في النتيجة السياسية أو تتفق معهم«. ودعا الى »قراءة سياسية دقيقة وواعية تقوم على أساس أن الحرب الأميركية على العراق ليس هدفها إنقاذ الشعب العراقي ولا حماية الشعب الكويتي وليس هدفها فقط إزالة صدام حسين. وشدد على أنه »لا يجوز لأحد أيا كان في هذا العالم أن يقدم أي عون للأميركيين حتى لو كنا ضد صدام حسين، وأي عون للأميركيين ليس عونا على صدام حسين، هو عون على كل هذه الأمة وعون على فلسطين وانتفاضتها ولبنان وسوريا وكل دول العالم العربي والإسلامي«، رافضا أي تعاون سياسي أو إعلامي أو غير ذلك مع القوات الأميركية الغازية، هذه الغزوة مختلفة فهم يهجمون علينا وهم يحملون الكمبيوتر والتكنولوجيا وغيره والدراسات والمفكرين ووسائل الإعلام.. أنا أدعو الى مبادرة عربية أو الى مبادرة إسلامية، جامعة الدول العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، كيف يمكن أن نسحب ذرائع الحرب من الولايات المتحدة الأميركية ونلم صفوفنا. وهنا فاجأ نصر الله الجميع داعيا، ولو باسمه الشخصي، النظام العراقي والمعارضة العراقية الى مصالحة وطنية، الى »طائف عراقي«، أي ان تقوم بعض الدول العربية أو الإسلامية بدعوة النظام، الذي يجب ان يتواضع قليلا أمام المعارضة، ويعترف بها لأنها تمثل ملايين العراقيين في خارج العراق والملايين في داخله«. ان الذين انتفضوا بعد حرب الخليج الثانية في العمارة والديوانية والنجف وكربلاء وجنوب العراق لم يأتوا من الخارج أبدا ولم تنظمهم المعارضة وهم عراقيون أقحاح أبناء البلد وهؤلاء ايضا لهم موقف من النظام. وخاطب نصر الله صدام قائلاً: نحن لا نقول استسلم أمام الأميركيين ولا نقبل منك أن تستسلم أمام الأميركيين، ولكن يجب أن تعترف بأن هناك مشكلة عراقية داخلية وهي ليست مشكلة حفنة من النخب في لندن أو أميركا. اليوم النظام العراقي يتحدث باسم الشعب العراقي ويقول انه يستلهم شرعيته من الشعب، والمعارضة كذلك، فلنلتق جميعا ونحتكم الى الشعب العراقي ضمن آلية معينة وضمن انتخابات حرة ونزيهة، وبالتالي ينبثق عن هذا الشعب حكومة تمثل كل القوى بمعزل عن كل أحداث الماضي وأحقاده وتأتي هذه الحكومة الجديدة التي لا ندعو الى استثناء أحد فيها، حتى حزب البعث الحاكم في العراق«.