As Safir Logo
المصدر:

لبنان يكرّم اللواء كنعان: وسام الأرز ومفتاح بيروت لحود: العلاقات مع سوريا قاعدة مواجهة إسرائيل الحريري: نشعر بالاطمئنان والثقة باستمرار هذا الخط

اللواء كنعان مع الرئيس الحريري والعميدغزالة (علي علوش
ويتسلم من العريس مفتاح بيروت
المؤلف: UNKNOWN التاريخ: 2002-10-10 رقم العدد:9323

كرّم لبنان رسميا أمس، رئيس فرع الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، لمناسبة انتقاله لتولي مسؤوليات مركزية في سوريا بعد انتهاء مهامه في لبنان، وتسلمها منه العميد الركن رستم غزاله. وقد جال اللواء كنعان مودعا امس، يرافقه رئيس فريق المراقبين السوريين في بيروت العميد الركن رستم غزالة، على كل من رئيس الجمهورية اميل لحود، ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري. فقلده الرئيس لحود وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر، متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة. فيما سلمه رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس في السراي الحكومي بحضور الرئيس الحريري، مفتاح مدينة بيروت كرمز وعربون تقدير من العاصمة. كما زار كلا من وزير الدفاع خليل الهراوي وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد ريمون عازار. وكان اللواء الركن كنعان قد وصل بعبدا حوالى العاشرة قبل ظهر أمس، فاستقبله الرئيس لحود وأشاد بالجهود التي بذلها طوال مدة وجوده في لبنان والتي بلغت عشرين عاما »ساهم خلالها وبشكل فعال في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتعميق التعاون بين الجيشين اللبناني والسوري، مظهرا بذلك مناقبية عالية والتزاما عميقا بالتوجهات التي حددتها القيادتان اللبنانية والسورية«. وأكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء »ان العلاقات اللبنانية السورية، المرتكزة على الأخوة والتعاون والتنسيق، تشكل القاعدة الرئيسية لتعزيز استقرار البلدين ومناعتهما في مواجهة اسرائيل، والاستحقاقات الاقليمية الطارئة« وأشار الرئيس لحود الى ان التجربة أثبتت ان لبنان وسوريا قادران على مقاومة الضغوط من أي جهة أتت، من خلال الرؤية والاستراتيجية المشتركة التي أرسى قواعدها الرئيس الراحل حافظ الاسد، ويكمل مسيرتها اليوم الرئيس بشار الاسد. وقد أثمرت هذه الاستراتيجية انسجاما تاما بين القيادات السياسية في كل من البلدين، وبين تطلعات الرأي العام فيهما، بحيث ان التطورات الاقليمية الجارية لن يكون لها أي تأثير على مناخ الاستقرار العام في البلدين. في السراي وقرابة الثانية عشرة ظهرا، وصل اللواء كنعان والعميد غزالة الى السراي الحكومي، فاستقبلهما في باحتها الخارجية أمين عام مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، واستعرض ثلة من الحرس الحكومي على وقع الموسيقى، ثم استقبلهما عند مدخل السراي الرئيس الحريري. وصعد معهما الى مكتبه، حيث أقيم احتفال تكريمي حضره الامين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، ومحافظ مدينة بيروت يعقوب الصراف، ورئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس وأعضاء المجلس البلدي. بدأ الحفل رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس بكلمة قال فيها: أتذكر في صيف العام 1998 ما قلته لي وأكرره في مناسبات كثيرة اثر فوزنا في الانتخابات البلدية. يومها، قلت لي من ضمن ما قلته، انه لا يوجد غطاء سوري على أي مخالف أو مسيء لهذه المدينة، وقد قرنت القول بالفعل. وهذه المدينة أحبّتك لما تمثل. لقد أحببتم هذه المدينة طيلة السنوات التي قضيتموها في لبنان، وان مدينة بيروت دائما وفية لمن يحبها ويرعاها. ونيابة عن أهل بيروت، ومدينة بيروت، يسعدني والاخوة في مجلس بلدية بيروت ان أقدم لكم مفتاح هذه المدينة عنوان وفاء وتقدير قبل مغادرتكم ربوع لبنان الى سوريا، متمنين لكم دوام التوفيق والنجاح في المواقع التي تتبوأونها كافة«. وبعدما تسلم مفتاح المدينة، ألقى اللواء كنعان الكلمة الآتية: »أشكر لكم هذه البادرة، وأنا ما قمت سوى بواجبي نحو بلدي الثاني لبنان، وأنا لا أنسى في عامي 1984 و1985، حين أتيت الى هذه المدينة، وكانت الميليشيات في حينه تتقاتل في المدينة، وحين التقاني أهل بيروت طلبوا مني كممثل لسوريا ان أقوم بعمل ما لإنقاذ هذه المدينة. وبقرار سوري، قررنا ضمن الامكانات المتاحة، ولم تكن هناك إمكانات، اذ كنت آتيا بشخصي. واعتمدت على بقايا الجيش اللبناني في الثكنة، واعتمدت على فاعليات بيروت لاستنهاض وضع المدينة وتخليصها من الوضع الميليشياوي المتحكم بها. وتمكنا مع فاعليات هذه المدينة الطيبة المناضلة بقرار شعبي من استنهاض هذا الواقع«. وأضاف: »ولم يكن هناك من إمكان للحل طالما كانت بيروت مغيبة. وبعدما نجحت المدينة بالنهوض أصبح هناك إمكان للدفع باتجاه الحل، الذي كان هو اتفاق الطائف، الذي اتفق عليه النواب اللبنانيون وباركه العرب ايضا. وكان اتفاق الطائف هو بداية الحل، والرئيس الحريري كان له طبعا دور أساسي في الطائف، كما كان للرئيس أيضا دور أساسي في إعادة إعمار البلد ومدينة بيروت التي أعرف جيدا كيف كانت وكيف هي الآن. أشكركم جميعا من أعماق قلبي، وهذا شرف كبير لي ان تمنحوني مفتاح هذه المدينة الطيبة المناضلة التي أحبها وأعتز بها، وهذا الارث ايضا سأورثه لأولادي، هذا المفتاح. ان قلبي مفتوح لهذه المدينة، ولكن هذا يعزز محبتي لها، وهذا التكريم أعتز به كثيرا«. ثم ألقى الرئيس الحريري كلمة خاطب فيها اللواء كنعان بالقول، لقد عشنا معا ما يزيد عن عشر سنوات. لم تكن سنوات سهلة، لكن وجودكم الى جانبنا ذلل الكثير من المشكلات والصعوبات وأزال الكثير من العقبات التي واجهت الدولة في أثناء قيامها. واجهنا واياكم محاولات اسرائيلية عدة لإخضاع الشعب اللبناني، ووقفتم دائما وأبدا الى جانب لبنان. لا أبالغ ولا أقول هذا الكلام للمرة الاولى، بل قلته مرات عدة. كنت أشعر باستمرار بأنكم المدافعون الاول عن مصلحة لبنان العليا، وكنت أتمنى ان أجد كثيرا من الاخوان اللبنانيين بمستوى تفهمكم لمشكلات الدولة والبلاد والحكومة والوضع السياسي العام والاخطار والتحديات التي تواجهنا. وتابع: يا »أخ أبو يعرب«، لكم أياد بيضاء كثيرة على هذه البلاد، والشعب اللبناني شعب وفيّ يذكر اخوانه الذين وقفوا بجانبه في الأيام الصعبة. وأنتم ممثلون للراحل الكبير والاخ الذي يسير الآن بقيادة سوريا نحو الأفضل، قمتم وتقومون وستستمرون بالقيام بواجباتكم بخدمة بلدكم سوريا ولبنان. والهدية التي أهديتمونا اياها هي الاخ رستم غزالة الذي في اليوم الأول لتعرفه بي، قلت لي »سأعرفك بأخ لي يدعى رستم غزالة، »أبو عبده«، وهذا الرجل هو أنا«. ما زلت أذكر هذا الكلام وقد برهنت الأيام من خلال عشر سنوات، ان كنا في السلطة او خارج السلطة، انكم والأخ رستم كنتم نعم الصديق والأخ الوفي الذي وقف دائما بجانب مصالح سوريا ومصالح لبنان. وأضاف: فبقدر ما نشعر بشعور من يترك صديقا، ولكننا نعلم انكم لم تتركوا هذا البلد وستستمرون معنا من منصبكم وموقعكم الجديد. بقدر هذا الشعور، هناك شعور أيضا بالاطمئنان والثقة بالمستقبل والثقة بأن هذا الخط سيستمر بإذن الله بفضل توجيهات سيادة الرئيس بشار الاسد وبخلفكم الذي نعتز بصداقته ونحن مقتنعون بمناقبيته وبقدرته على تحمل المسؤوليات التي أنيطت به«. وبعد الاحتفال عقد الرئيس الحريري واللواء كنعان والعميد غزالة خلوة دامت نحو نصف ساعة في مكتب رئيس الحكومة في السراي. وزارة الدفاع وزار اللواء كنعان وزير الدفاع الوطني خليل الهراوي في مكتبه في اليرزة مودعا. وقلد الوزير الهراوي اللواء كنعان وسام التقدير العسكري من الدرجة الفضية تقديرا للخدمات التي قدمها في لبنان في اطار تنفيذ السياسة السورية الاستراتيجية التي رسمها الرئيس الراحل حافظ الاسد منذ سنة 1976.

البحث في الأرشيف الكامل لجريدة "السفير" safir small logo

الكلمات الدالة